قصص

نشر في : 09-01-2025

تاريخ التعديل : 2025-01-09 23:06:42

آلاء عمارة

شهد عام 2024 العديد من الظواهر الطقسية المتطرفة، وارتفاعا مطردا في درجات الحرارة، وفيضانات شرسة، وأعاصير وجفافا شديدا، وعانت الكائنات الحية بمختلف أنواعها بسبب التغيرات المناخية.

بل امتد الأمر إلى سر الحياة على كوكب الأرض، وهي دورة المياه العالمية، التي تأثرت كنتيجة لارتفاع درجات الحرارة؛ وفقًا لـ"تقرير مراقبة المياه العالمي للعام 2024" الذي أوضح أنّ العام الماضي قد عانى فيه نحو نصف سكان العالم من الحرارة المرتفعة؛ إذ بلغ متوسط الحرارة 2.2 درجة مئوية أعلى من عصر ما قبل الصناعة، ما حمّل عبئًا على دورة المياه العالمية.

خسائر

وتُعد دورة المياه واحدة من أبرز الدورات البيوجيوكيميائية، وتتحرك خلالها المياه عبر النظام البيئي للأرض. وعند حدوث خلل في تلك الدورة، قد تحدث كوارث متمثلة في الأمطار الغزيرة والجفاف الشديد والفيضانات المفاجئة والأعاصير المدارية، وما يتبع ذلك من الكوارث مثل الانهيارات الأرضية والخسائر في الأرواح والمحاصيل وتهديد الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي والنظام البيئي بأكمله.

ولأنّ عام 2024، تميّز بارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة؛ فقد تأثرت دورة المياه العالمية، وتسببت الكوارث المرتبطة بالمياه في نزوح نحو 40 مليون شخص، وخسائر اقتصادية تُقدر بنحو 550 مليار دولار، كما أسفرت عن مقتل نحو 8700 إنسان. وتأثرت مناطق محددة بالفيضانات المفاجئة مثل أفغانستان وباكستان.

جدير بالذكر أنّ باكستان قد شهدت عام 2022 واحدًا من أشرس الفيضانات على الإطلاق، وتسبب في دمار القرى وأزهق الأرواح وخسائر جمة تمت الإشارة إليها في مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخي في دورته السابعة والعشرين (COP27) في شرم الشيخ بمصر في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وانتهى المؤتمر بالموافقة على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، بعد جهود واضحة ومفاوضات حادة برز فيها نبيل منير، سفير باكستان لدى دولة كوريا الجنوبية، الذي كان قائد المفاوضين لمجموعة الـ77 والصين خلال COP27.

بين الجفاف والفيضانات

شهدت العديد من المناطق في جنوب أفريقيا جفافا شديدا، ما أدى إلى خفض إنتاجية الذرة بما يزيد على 50%، ما تسبب في معاناة غذائية لنحو 30 مليون إنسان. بل واضطُر المزارعون إلى إعدام الماشية، وعانى السكان أزمة انقطاع التيار الكهربائي؛ بسبب الجفاف.

من جانب آخر، شهدت مناطق أخرى فيضانات كارثية، مثل جنوب الصين، عندما غمرت مياه نهر اليانغستي ونهر اللؤلؤ البلدان والمدن حولهما، ما تسبب في نزوح السكان وخسائر أخرى في الغذاء. وفي بنغلاديش، تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات واسعة أثرت في أكثر من 5.8 مليون شخص، ودمرت المحاصيل الزراعية.

يُقال إنّ الماء سر الحياة، ولولاه لما وُجدت حياة على سطح الأرض، حتى إنّ العلماء يبحثون عن آثار الحياة على الكواكب والأجرام السماوية عبر تتبع آثار المياه فوق أسطحها. ولكن النظام الدقيق لدورة المياه على سطح الأرض يشهد تغيرات قد تقود إلى كوارث أكبر مستقبلًا، وتهدد الحياة. لذلك، من الضروري اتخاذ خطوات فعّالة لإدارة أزمة التغير المناخي.